في الوقت المناسب .... فهل تكون منارة لبقية المشوار؟ أنجز حر ما وعد وأسعف النادي الإفريقي موسم
الأندية التونسية من خلال تتويجه ببطولة شمال إفريقيا ( التسمية الرسمية)
بتعادله الثمين في الجزائر مع المولدية 1ـ1. ورغم الصعوبات التي عانى منها
الفريق خلال شوط المقابلة الأول فأنه قلب المعطيات خلال الفترة الثانية
مؤكدا أنه الأجدر بالتتويج وهو ما تحقق في النهاية والعبرة بالخواتيم
وطالما توج الإفريقي فإن كل المصاعب تفقد حجمها.
تتويج الإفريقي الطريف
بما أنه الفريق الوحيد من الرباعي الذي نافس على اللقب والذي لم يتوج بطلا
الموسم الماضي على الصعيد المحلي يعكس حالة عدم الاستقرار داخل المجموعة
والفريق ككل. فالنادي الإفريقي لعب دون 3 لاعبين نعتقد أنهم الأفضل في
مراكزهم على الصعيد الوطني وليس من السهل مثلا الاستغناء عن كريم العواضي
(7 أهداف في كل المسابقات) ووسام بن يحي (4 أهداف في كل المسابقات) ويوسف
المويهبي (4 أهداف) أي أن الثلاثي الغائب يمثل قرابة 80 بالمائة من أهداف
الفريق هذا الموسم مما يعني أن المدرب مراد محجوب عاش وضعية الصعبة حين
اضطرّ مرة أخرى إلى تغيير أسلوب الفريق والعودة إلى طريقة 4ـ2ـ3ـ1 التي
اعتمدها الإفريقي في بداية الموسم دون أن يستفيد منها بل بالعكس فهذه
الطريقة سهلت مهمة المنافس مساء الخميس. وفي الواقع فإن المباراة أنصفت إلى
حد ما المدرب مراد محجوب الذي كان وراء عدة تغييرات جذرية حين عوّل على
العواضي وألكسيس وبن يحيي مما منح الفريق توازنا لكن ضعف المردود الدفاعي
لحضرية شكّل عائقا أمام الفريق الذي لم يقدر على التعامل الجيد مع منطقة
الوسط فخسر عديد الكرات في محاولات البناء الدفاعي أو في محاولات عكس هجوم.
وفي النهاية تحسنت الأمورخلال الفترة الثانية حيث كان خلالها النادي
الإفريقي الطرف الأفضل .
ورقات رابحةمراهنة المدرب مراد
محجوب على عادل النفزي كانت في محلها بما أنه خاض مقابلة بمستوى جيد خاصة
وأنه لم يلعب أية مقابلة رسمية منذ يوم 23 جويلية الماضي ضد النادي
البنزرتي واقترب من التصدي إلى ركلة الجزاء كما نجح خالد المليتي بتأكيد
مروره بفترة انتعاش فبمجهود فردي قاد الإفريقي إلى التسجيل والتعديل أما
العكروت فإن الهدف الذي سجله سيكون له تأثير كبير على مستقبله مع الفريق
ومن الصعب توقع أن يسمح الإفريقي لهذا اللاعب بالرحيل وبالتالي فإن
المقابلة أعادت الثقة إلى عدد من اللاعبين مما يعني أن الفريق قد ربح كثيرا
من هذا التحول إلى جانب المبلغ المالي الذي ناله والذي يعادل 250 ألف
دينار.
الاستفادة من هذا اللقب
النادي الإفريقي توج بلقب بعد قرابة
أسبوعين من خسارته لحساب كأس تونس ضد النجم الساحلي ومنح نفسه هدنة مع
جماهيره التي قد تكون أدركت أخيرا أن فريقها قادر على تحقيق أفضل النتائج
كما أنه معرض ليعيش المصاعب، والمهم أن يكون التتويج السبيل الذي يهتدي من
خلاله النادي الإفريقي إلى إعادة ترتيب البيت والاتفاق بخصوص بعض الملفات
الصعبة والحاسمة فالجميع يدرك أن الخلافات داخل الهيئة بلغت حدا يهدد نجاح
الفريق في المرحلة القادمة. والفوز بهذا اللقب هو تتويج لخيارات مراد محجوب
الذي كان الورقة الرابحة التي ساعدت الفريق لأنه تعامل مع عديد المواقف
الصعبة ونجح بـقيادة الفريق إلى لقب مهم من الناحية المعنوية أكثر من قيمة
العائدات المالية.