تحديد المصير!..
إن الشاب في آخر السنة الدراسية وفي سنة التخرج،
يرى بأنه على أبواب امتحان يحدد مصيره: دراسته، وزواجه، وحياته، ووضعه المالي.. فتراه يستنفر كل الطاقات والقوى، من أجل أن يتقن هذا الأسبوع،
حتى أهل الفسق والانشغال بالمحرمات، تراه إنسانا جاداً مكباً على كتابه،
والفرق في ذلك فرق بسيط.. فكيف إذا أراد الإنسان أن يقدم امتحاناً يتحدد على أساسه،
لا فقط مستقبل سنته، وإنما مستقبل الحياة الأبدية؟!..
فالقضايا التكاملية، وما يتعلق بالنفس؛ قضايا تراكمية..
أي في ليالي القدر، في هذا الأسبوع الحساس والمصيري،
إذا كتب للإنسان القرب من ربه، كتبت له السعادة في هذه السنة،
تضاف إلى السعادة في السنة القادمة.. وإذا بالقضية قضية توالدية تكاثرية،
ولهذا صح أن نقول: بأننا في هذا الأسبوع نرسم الأبدية..
إن ثلاثة أيام على الأقل تحدد ثلاثمائة وستين يوماً في السنة:
حياة أو مماتاً، فقراً أو غنى.. بل يتعدى الأمر إلى أن يكتب الإنسان في ديوان الأشقياء،
أو يكتب في ديوان السعداء..
ويا لها من جائزة كبرى في هذه الليالي!..
ولكن الأمر يحتاج إلى استنفار دائماً!..
لذا على الإنسان في الأسبوع الذي فيه ليالي القدر، أن يتخذ اعتكافاً روحياً